الأثنين , 27 مارس 2023
اخر الأخبار

تقارير


21 يناير 2020 12:20 ص
-
استراتيجية جديدة.. خدع النظام الإيراني لكسب الشعب في صفه

استراتيجية جديدة.. خدع النظام الإيراني لكسب الشعب في صفه

كتبت: أسماء عصام

بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وفي ظل حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، ثار غضب الشعب الإيراني، وطالبوا قادة النظام السياسي بالتنحي عن مناصبهم.

ووفقًا لمقال ورد في موقع ميدا الإسرائيلي للكاتب عمير طاهري، فإن نظام آيات الله يرتكب الكثير من الحماقات ضد الشعب الإيراني، ولذلك فهو يواجه مشكلة صعبة للغاية.

اقرأ أيضًا: ثلاثة صواريخ تستهدف السفارة الأمريكية في العراق

ويشير الكاتب إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها رجال الدين وحلفائهم عقبات خلال فترة حكمهم، حيث كانت أول هذه العقبات موجة من الاحتجاجات في طهران وغيرها من المدن، والتي دفعت الحكومة لاستخدام القوة لقمع التمرد. وتشير التقديرات إلى نظام آيات الله قام بإعدام نحو 15 ألف شخص ودفع أكثر من ثمانية مليون إيراني إلى السجون للحفاظ على سلطته.

عوامل بقاء النظام الإيراني

العامل الأول، هو أن إيران تمتلك مجموعة كبيرة من صادرات النفط، وقد أدى الارتفاع الزائد في أسعار النفط خلال الثلاثين عامًا الماضية إلى زيادة عائدات النفط عشر أضعاف عن إجمالي عائدات النفط منذ بدء الصادرات في عام 1908. ويعتبر هذا هو مصدر التمويل الاول للموازنة الإيرانية، ولذلك لم تكن تعتمد على دخلها من الضرائب.

 كما أن الحكومة في طهران لا تحتاج للمواطنين حتى تفوز بالانتخابات لأن المرشحين يتم اختيارهم والموافقة عليهم مسبقًا. وأيضًا لا يحتاج الاقتصاد إلى تطوير من قبل الشعب، حيث يغطي ذلك أربعة ملايين لاجئ من أفغانستان والعراق ودول أخرى والذين يشتغلون كعمال بسعر رخيص لخدمة الحكومة واقتصادها. كما أن الحكومة ليست بحاجة أيضًا إلى مدنيون للقتال من أجل النظام، حيث قام النظام بتحويل بعض الأفراد من الدول المجاورة؛ أفغانستان والعراق وسوريا واليمن ولبنان، إلى مرتزقة تابعين له.

ويضيف الكاتب أن حتة قاسم سليماني لم يكن بحاجة إلى خبرة عسكرية، لأن كل ما احتاجه هو أن يكون قناة تربط المقاتلين التابعين لإيران و المدعومين من إيران ببعضهم.

أما العامل الثاني، هو اللجوء إلى استراتيجية الاعتماد على ما سيفعله الخصوم سواء في الداخل أو الخارج، حيث تلجأ إيران دائمًا للنظر إلى خصومها المتعبين على حد ما تعتبرهم، الذين يفضلون اللجوء إلى الحوار والتوصل إلى حل وسط عن القيام بعمل يخرق القوانين. وعرف مسؤولو طهران أن أي استفزاز أو تهديد من جانبهم تجاه الغرب يمكن أن ينتهي باستسلام من قبل الغرب، لكن في الوقت الحاضر يختفي هذا الاحتمال تدريجيًا.

ولكن بالرغم من ذلك لا يزال الرئيس الإيراني حسن روحاني، وحلفاؤه يأملون في رؤية رئيس آخر في البيت الأبيض، وذلك حتى لا يكرر نفس الأخطاء التي وقع فيها ترامب وباراك أوباما مُسبقًا بشأن القضية الإيرانية. حتى روسيا لم تعد مستعدة للعب وفقًا لقواعد آيات الله. كما أن عدم اعتراف إيران بانتهاكها لأي قانون أو سلوك دولي وارتكاب جرائم فساد وقسوة ضد الإيرانيين يجعل الأمر صعب بالنسبة لمنظمات حقوق الإنسان وللأمريكيين الذين كانوا يحاولون الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني.

خدع النظام لاكتساب الشعب في صفهم

يشير الكاتب إلى أن الخدعة التالية التي سوف يلجأ إليها النظام الإيراني هو أن يلتفوا برداء الوطنية ويطالبوا الشعب الإيرانى أن يغفر لهم خطاياهم باسم القومية والوحدة. كما أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف، دائما ما يستخدم مصطلحات الثقافة الإيرانية والوحدة، لكن على الرغم من ذلك يدرك الإيرانيون جيدًا أن نظام خامنئي يقوم على أيدلوجية معينة وهي "كراهية كل شئ إيراني".

الخدعة الأخرى الآن هي التسويق لقاسم سليماني على أنه بطل قومي، لكن على رغم ذلك قام الشعب بتمزيق الملصقات الخاصة به في جميع أنحاء الدولة. ومن الأسباب التي جعلت النظام يصمد، هو جعل الشعب يأمل بأن الحكومة ستتغير من خلال تقديم مرشحين "إصلاحيين" لإرضاء المدنيين.

ولكن عندما تفشل كل الخطط، يلجأ النظام للسبيل الوحيد الذي يبقيه في السلطة وهو قتل المعارضين والاعتقالات الواسعة لهم. وفي كل مرة يتيح لهم هذا الامر اكتساب بضع سنوات إضافية في السلطة لكن الآن قد تتغير هذه النتيجة، حيث اندلعت موجة احتجاجات جديدة تطالب بتنحي قادة النظام عن مناصبهم وردد المحتجين شعارات "الموت للديكتاتور".



التعليقات